لقد أدت الطفرة العلمية
في عصرنا الحالي إلى ذلك التطور الكبير الذي يشهده مجال معرفة أسباب تساقط الشعر
والتشخيص الصحيح لها، ومن ثم التوصل إلى الطريقة المناسبة لعملية زراعة الشعر، وهو
ما يحدده الأطباء المتخصصون فى هذا المجال. كذلك فبعد التقدم السريع والملحوظ تمكن
العلماء من ابتكار طرق جديدة فى عمليات زراعة الشعر .
- لكل مريض حالته الفريدة:
الشخص الذى يراجع
ويستشير الطبيب الاختصاصي بزراعة الشعر يجب أن يكون على دراية تامة بأنه حالة ذات
هوية مختلفة عن باقي الحالات، وحيث أن تساقط الشعر له تأثير نفسي عميق على المريض،
فيجب أن تتم عملية استعادة الشعر تحت اهتمام وعناية مناسبة، وهو ما يعني الكثير
بالنسبة للمريض.
فعلى الشخص المصاب
بتساقط الشعر، بكل ما تشتمل عليه حالته من تعقيدات، أن يعترف ويستشعر في قرارة نفسه
بدراية الطبيب، لكي يتمكن من البدء في عملية استعادة الشعر كحالة فردية.
- تفاوت أسباب تساقط الشعر من مريض لآخر:
أصبح من الواضح أن
أسباب تساقط الشعر معقدة للغاية، وربما تختلف بطرق متعددة من شخص إلى آخر، لذا
فعلى الطبيب أن يقوم بإجراء التشخيص الصحيح والتأكد منه، حيث أن هذه الخطوة الحرجة
تعد أهم مراحل الخطة العلاجية، فعمليات استعادة الشعر وزراعته تتسم بطابعها الفردي
شديد الخصوصية.
ومن الأسس التي يتعامل معها الأطباء في التشخيص وتحديد الطريقة الأمثل
لزراعة الشعر:
- سبب فقدان الشعر، وشكله وسرعته،
والمعدل الذي وصل إليه .
- توقعات المريض فيما يتعلق بالنتيجة المرجوة، والتكلفة، والوقت
الذي ستتطلبه عملية استعادة الشعر، والمضاعفات والآثار الجانبية
المحتملة .
على مدار العقدين
الماضيين تم بشكل كبير تحديد الأشياء التي من شأنها إنماء شعر فروة الرأس وزيادة
كثافته، وكذلك معرفة أسباب تساقط وفقدان الشعر. تعتبير مسببات نمو شعر فروة
الرأس هي الأكثر شيوعا بين البشر الآن، بينما أسباب فقدان الشعر وتساقطه
تتميز بالعديد من الاختلافات الفردية، ما بين الحوادث والأشكال المرضية، وحتى نمط
فقدان الشعر المتوارث بالنسبة للرجل والمرأة .
من أكثر الأسباب شيوعا
لفقدان وتساقط الشعر لدى كل من الرجال والنساء على حد سواء نمط فقدان الشعر
الوراثي، وبالرغم من تعلم الكثير ومواصلة الكشف عن الأسباب الأساسية والضمنية لحدوث
مثل هذه الحالات لدى الجنسيين، إلا أن معرفتنا ما زالت غير كاملة بعد.
لذا فاختيار الطبيب
المعروف بالكفاءة والخبرة الواسعة في هذا المجال يعد عاملا أساسيا من عوامل نجاح
عملية زراعة الشعر، حيث أن ذكاء الطبيب وخبرته لهما تأثير كبير إضافة إلى التقنية
المستخدمة.
- فحوصات ما قبل زراعة الشعر للرجال:
العامل الوراثي
معروف بأنه السبب الأساسي في نمط فقدان الشعر عند الرجل؛ فالجين أو الجينات
الموروثة من الآباء تجعل الرجل أكثر عرضة لعملية تساقط الشعر، لكن على كل حال، تعتبر القابلية الوراثية (الجينية)
غير مفهومة بشكل كامل حتى يومنا هذا لأنه:
- لم يتم تحديد (جينات للصلع) بشكل
مؤكد.
- على ما يبدو أن اثنان من الجينات أو
أكثر تمثل تناغما واتفاقا يشارك فى نمط فقدان الشعر عند الرجل.
- بالرغم من أن نمط تساقط الشعر يعد الأكثر
شيوعا عند الرجال، حيث الأب والأقارب الذكور أيضا يملكون نفس نمط تساقط الشعر، يعتقد
أن واحدا من الجينات الأساسية المشاركة فى نمط فقدان الشعر عند الرجل يكون موروثا
من الخط الأنثوي في العائلة، الذي يكون موجودا على x (أو كروموزوم الأنثى)، وليس على
Y (أو
كروموزوم الذكر).
- رغم أن تاريخ العائلة الوراثي
المتكرر يظهر أن نمط تساقط الشعر عند الرجل يكون شبيها بالأقارب الذكور
القريبين، فإن 20% من الرجال الذين يعانون تساقط الشعر ليس لديهم تاريخ
عائلي مضطرب أو به أية مشاكل وراثية من هذا القبيل.
فليس واضحا بالكامل
أن العامل الوراثي هو العامل الوحيد الذي يشارك فى كل حالات نمط فقدان الشعر عند
الرجل، فلدى الرجال الذين يتعدون الخمسين عاما على سبيل المثال، تظهر
احتمالية ارتباط العمر بالعوامل المؤثرة والمشاركة فى تساقط الشعر، إضافة إلى
العامل الوراثي .
يظهر تأثير العامل
الوراثي باختلاف شديد في الوقت الحالي بين عدة مجموعات عرقية، حيث أن أسلوب تساقط
الشعر ربما يختلف لدى الرجال القوقازيين عنه لدى الآسيوين أو الأفارقة
أو سلالة الأمريكيين الأصليين .
يتطلب الحصول على
النتائج الجيدة تقييما لمهارة وخبرة الطبيب المتخصص
بزراعة الشعر، حيث أن نمط تساقط
الشعر عند الرجل ربما يظهر ليكون من أبرز العلامات على ضعف وهزال الشعر، إضافة
إلى الأسباب الأخرى الممكنة التي يجب وضعها في الاعتبار.
بالنسبة للشخص الرياضي، على
سبيل المثال، فقد يتزايد لديه تساقط الشعر بسرعة أكبر إذا ما كان يلجأ
لاستخدام المنشطات، لذا يجب أخذ ذلك في الاعتبار. أيضا قصور الغدة الدرقية من
الممكن أن يشكل نمطا معينا لتساقط الشعر عند الرجل، أو أن يكون سببا إضافيا لتساقط
الشعر وضعفه.
ثم إن نقص الحديد
نتيجة اتباع حمية غذائية من الأمور التي يجب أخذها فى الاعتبار، حيث أن البعض قد
يغفل عن كونه مبررا لتساقط الشعر. كذلك فالأدلة التي تتوفر عن طريق الاختبارات
القياسية، مثل (سحب الشعر)، تقدم معلومات هامة جدا فيما يتعلق بالبداية والمدة
ونمط تساقط الشعر، إضافة إلى أعراض هذا الاضطراب، وغير ذلك من الأشياء التي من
المحتمل مساهمتها في تساقط الشعر عند الرجل.
تعتبر المعلومات التي
توفرها الاختبارات القياسية عاملا أساسيا بالنسبة للأطباء المتخصصين فى زراعة الشعر في
تركيا، حيث تساعدهم على تحديد نوع العلاج النهائي. فعلى سبيل
المثال إذا لم يكن هزال الشعر وخفته أصلا بسبب نمط تساقط الشعر الوراثي عند
الرجل، يتم استخدام علاج الفيناستيرايد، وهو علاج لتقليل مستوى هرمون الذكورة،
حيث يعمل على جعل نمط فقدان الشعر بفعل الهرمونات الذكورية غير مؤثر .
ويقدم الفحص السريري
معلومات أساسية فيما يتعلق بالمستقبل البعيد والمحتمل للمناطق المانحة للشعر عند
المريض، في خلفية وجوانب الرأس، والتي تستخدم كمصدر للبصيلات في عملية زراعة الشعر.
والطريقة الصحيحة للتعامل مع المصدر المانح للشعر يرتبط بحالة المريض، من حيث
النوع والمدة والسرعة والوقت المحتمل لفقدان الشعر، ويكون لذلك بالغ الأثر عند
التخطيط لزراعة الشعر للتمكن من الحصول على نتائج ناجحة ومستمرة .
- فحوصات ما قبل زراعة الشعر للنساء:
قد يظن البعض أن نمط
تساقط الشعر عند النساء يشبه نظيره عند الرجال، لكن الحقيقة أن النمط وتحديد أسبابه
تبدو مختلفة بشكل ملحوظ، حيث أن التاريخ العائلي لتساقط الشعر غالبا ما يكون
منقوصا، إضافة إلى عدة أسباب أخرى قد تساهم في نمط تساقط الشعر بشكل ملحوظ .
كذلك فدور هرمونات
الأندروجين عند الذكور في نمط فقدان الشعر ليس واضحا كما هو الحال عند النساء، وقد
تكون اضطرابات نسبة هرمون الذكورة ذات أثر كبير فى فقدان الشعر، لما يترتب عليها
من أمراض كامنة يحددها الاختصاصيون، والتي تشمل أمراض المبيض أو الغدة
الكظرية.
إن الاختبارات المطلوبة
لتحديد مستويات هرمون الذكورة، ومستويات هرمون الغدة الدرقية، وأيضا نقص
الحديد، ينصح بها الطبيب المتخصص بعملية زراعة الشعر بشكل عام، لاستبعاد المواد
الكيميائية التي قد تضر المريض. كذلك من الأمور التي تؤثر على قرار الطبيب
اضطرابات الأيض لدى السيدات، لو اكتشفت تللك الاضطرابات الكامنة من قبل الطبيب، فقد
يوصي بإحالة المريض أولا إلى أخصائي طبي مناسب، مثل أخصائي الغدد الصماء.
- استئصال نسيج من فروة الرأس:
يتم استئصال نسيج
من فروة الرأس لدى المريض الذكر أو الأنثى عندما يعتقد أخصائي زراعة الشعرأن هذا ضروريا، ويقوم الأطباء بتفسير وشرح
ما سيحدث بالكامل للمريض عند استئصال جزء من فروة الرأس، حيث لا يتم اتخاذ أي إجراء
إلا حين انتهاء جميع أسئلة واستفسارات المرضى. تشتمل عملية الاستئصال ذاتها على
أخذ نموذج صغير جدا من جلد فروة الرأس لإجراء الفحص عليه تحت الميكروسكوب .
وهذا الجزء
المستئصل الذي يجرى عليه الفحص يؤكد أو يستبعد أسباب تساقط الشعر، حيث يختبر
صحة و حيوية بصيلات الشعر، لاحتوائه على عدد دقيق من الشعر فى أوجه ومراحل
مختلفة لنمو الشعر، ولأسباب أخرى يمكن رصدها من خلال هذا الفحص.
أسباب تساقط الشعر من شخص لآخر وأثرها على عملية زراعة الشعر
4/
5
بواسطة
omwatifl